خطبة عيد الفطر المبارك 1436 -مفرغة-

الخطبة الأولى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما بعد :
فأيها المسلون عباد الله … أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله حق تقواه ، قال الله عز وجل :  ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
مرحبا بالعيد مرحبا بيوم الفرحة والسرور مرحبا بيوم البهجة والحبور ، فمن حقنا أن نفرح كيف لا نفرح وقد أتممنا بفضل الله ونعمته صوم شهر رمضان وأدينا ركن الصيام والفرح بهذا هو الفرح الحقيقي ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وهل العيد إلا التكبير والذكر والشكر قال الله عز وجل : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ).
فكونوا عباد الله في يوم العيد من أهل الطاعة والشكر ولا تكونوا من أهل المعصية والكفر وحافظوا على ما كنتم عليه من الخير في رمضان فإن ذلك من علامات القبول والرضوان ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا )
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
عباد الله قد اجتمع في يومكم هذا عيدان عيد الفطر المبارك والجمعة فأما أئمة المساجد الجامعة فلابد لهم من إقامة الجمعة ، وأما أفراد الناس فقد ذهب جمهور أهل العلم ومنهم الشافعية إلى أن الجمعة لا تسقط عمن حضر العيد إلا أهل البوادي الذين يشق عليهم الحضور ،  وذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى أن الرخصة عامة لمن حضر العيد أن لا يحضر الجمعة وعليه أن يصلي الظهر في بيته ، فمن أخذ بهذه الرخصة فلا حرج عليه إن شاء الله غير أن الأحوط والأفضل باتفاق العلماء هو أن تحضر العيد والجمعة ولا تتخلف عن شي منهما
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
لقد عصفت باليمن عاصفة هوجاء دبور كادت أن تذهب بكل خير فيه لولا أن لطف الله عز وجل ، إنها عاصفة الرفض النتنة التي انبعثت من كهوف مران لتبث سمومها في بلاد أهل السنة تمهيدا لتنفيذ مخططات دولة الآيات الصفوية
وكانت البداية في قرية دماج المكلومة المظلومة التي عاث فيها الحوثيون فسادا قتلا للرجال وقنصا للنساء والأطفال وهدما للمساجد وحرق للمصاف وانتهت بمأساة الهجير على مرأى ومسمع من العالم كله فصارت تلك المأساة لعنة على اليمن وأهله حيث انطلقت بعدها ثيران الحوثية الهائجة لتنطح بقرونها عمران وترعى عشب صنعاء ثم تهرول إلى سفوح إب وسهول الحديدة وجبال البيضاء وتعز حتى توقفت عند رمال مأرب الحارقة.
غير أن ثيران الحوثية الهائجة لم تتوقف عند تلك الحدود ؛ لأن مولاها طفل نزق وشيطانه مخلوع محروق حذق فأغراه شيطانه وقال له: ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) فتوجهت ثيران الحوثية نحو الجنوب الحر حيث الإسلام والسنة والطهر ولما صاروا قاب قوسين أو أدنى من عدن كأنما قد توقف الزمن ولم تذق عيوننا ليلتها الوسن وأكفنا على قلوبنا فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، ولكنـ  لطف الرحمن كان حاضرا حيث جاءت عاصفة الحزم المباركة على موعد من القدر ، فأرسلت نيرانها الحارقة على القطعان الضالة من البشر ،  فتركتهم شذر مذر ، وجعلتهم عبرة لمن يعتبر ، فالحمد لله أولا وآخرا والشكر موصول لدول التحالف العربي وإدارة عاصفة الحزم وإعادة الأمل وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وملكها الشهم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه في طاعة الله ورضاه .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
ولو رأيتم عباد الله حين خرجت أسد الله من الضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة وحضرموت لملاقاة الثيران الرافضية حيث كسروا قرونهم وسملوا عيونهم وإذا بالمخلوع وجنوده يقولون : إننا نرى لا ترون .
إنه الجنوب الحر الذي يرفض كل شي غير الإسلام والسنة ، انطلقت أسوده وأشباله يحدوهم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :  ( من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ) فتطهرت الضالع من رجس المجوس وانتصرت عدن رغم ما أصابها من بلايا ومحن ،  وتباشير النصر التام تلوح في الأفق ويوشك الفجر الصادق أن يطلع فنعلن بالأذان أن ليس للرافضة بأرضنا مكان.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
لقدر أفرزت الحرب في عدن آثارا مدمرة ونكبة كبيرة نزح جراءها عشرات الآلاف نحو المدن الآمنة وكان حظ المكلا هو الحظ الأوفر ونصيبها هو النصيب الأكبر فأحسنوا يا أهل حضرموت إلى ضيوفكم فأنتم أهل الإحسان وتحملوهم وتجاوزوا عن مخطئهم فأنتم أهل الخير والإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) .
وعلى أهل عدن أن يتعرفوا على عادات الحضارمة وتقاليدهم وأن يراعوا أصولهم ومبادئهم وأساسها الأمانة والعفة والحياء والسكينة .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
لقد عانى أهلنا في حضرموت معاناة شديدة جراء الحصار الذي ضرب علينا فشحت الأغذية والأدوية ، وقلت المشتقات النفطية : فضعفت الحركة وركدت الحياة، وتوقفت الرواتب ، وأوقفت المساعدات ، وتقطع التيار الكهربائي واجتمع على الناس في شهر رمضان المبارك عناء الصوم ، وشدة الحر ، وانقطاع التيار الكهربائي ، مع قلة ذات اليد ، وقد ارتفعت الأصوات بطلب الإغاثة والتعجيل بالإعانة غير أنها لم تجد آذانا صاغية ولا زلنا نناشد تجارنا في الزاخل وأهلنا وإخواننا في السعودية وسائر دول الخليج أن يلتفتوا لحضرموت وأن يتداركوا  أهلها ونقول لهم : إن أهلكم وإخوانكم في كرب وعسر وقدجاءت العيد والكثير منهم في شدة وقلة فالله الله في تفريج الكربات والتنفيس عن المسلمين في الشدائد والملمات قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) رواه مسلم . قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم .

 

الخطبة الثانية

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على فضله وامتنانه ، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلي رضوانه ، أما بعد :
فلا يخفى على أحد في داخل البلاد وخارجها ما استجد في الأخيرة في ساحل حضرموت عامة وفي عاصمتها المكلا خاصة من دخول أنصار الشريعة إلى المدينة وبسط يدهم عليها ، وإن كانوا لم يرفعوا راية ولم يعلنوا دولة أو إمارة إلا أنه لا يخفى على أحد محليا وإقليما ودوليا استيلاؤهم على المكلا وساحل حضرموت  .
وأنصار الشريعة وتنظيم القاعدة محاربون إقليميا ودوليا ولسيطرتهم على الأرض آثارها ؛ لذلك فقد انبرى منذ اللحظات الأولى لدخولهم طائفة من العلماء والأعيان ومقادمة القبائل لا سيما من نوح وسيبان فالتقوا ببعض قيادات أنصار الشريعة أو أبناء حضرموت كما يسمون أنفسهم بترك الحكم والخروج من المشهد ، وتسليم مرافق الدولة ومؤسساتها ،  فوافق أنصار الشريعة على التسليم لمجلس أهلي غير سياسي فتشكل المجلس الأهلي الحضرمي من تلك الطائفة المبادرة وممن لبى دعوتهم من غيرهم .
لقد تأسس المجلس الأهلي الحضرمي كمكون من المكونات الأهلية الحضرمية :
– ليسلم البلاد والعباد من كارثة كانت تقع .
-وليخفف من معاناة الناس.
-وليكون سببا في جمع كلمة الحضارمة ليشكلوا من يقود إقليم ويرسم معالم مستقبلهم الواعد .
ولابد للمجلس الأهلي أن يظل على أصل بنائه وأساس قيامه ، وأن يسعى جاهدا لتحقيق هدفه الأسمى وهو جمع كلمة الحضارمة على حد سواء .
ولا زال العلماء والأعيان والمجلس الأهلي وكل المكونات الحضرمية تطالب أنصار الشريعة بتنفيذ ما وعدوا به والتزموا من تسليم الحكم ومؤسسات الدولة ومرافقها لأعيان البلاد على أن يتوجهوا للثغور لقتال العدو ، حفاظا على بلدهم وأهلهم من الحصار والدمار ،  وحفاظا على أرواحهم من الطائرات الصليبيبة التي يعينها طائفة من المرتزقة المنافقين الذين يتاجرون بالدماء .
واعلموا أن أهل حضرموت هم أنصار الله على الحقيقة وأنصار شريعته ودستورهم كتاب الله وسنة رسوله على هدى الصحابة والتابعين والأئمة المهديين ، ولن نفتأ في تطبيق الشريعة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
أيها الحضارمة الشرفاء إنها لفرصة سانحة اليوم لجمع الكلمة ورص الصفوف وترتيب أمر البلاد ، وحفظ الحقوق ، وبناء المستقبل ، فهلموا لنجتمع من كل الأطياف والمكونات العلماء والدعاة والقبائل والمكونات وسائل فئات المجتمع ، تعالوا لنجتمع ونتعاهد على ميثاق شرف أساسه الرجوع إلى الكتاب والسنة ،  وروحه جمع الكلمة ، وغايته العمل على المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة . ثم ننطلق على ضوء ذلك الميثاق لنبني مجتمعنا ونرسم مستقبل أبنائنا ونسعد بديننا ودنيانا .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
عباد الله
هذا يوم عيدكم فأظهروا فيه فرحكم ، واحذروا من الوقوع فيما يسخط ربكم وحافظوا على خمسكم ، وصلوا أرحامكم،  وتعاهدوا جيرانكم ،  وتصدقوا على فقرائكم ، واتبعوا رمضان بصوم ست من شوال .
وتصدقن معاشر النساء ولا تكثرن الخروج من البيوت ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )واحذرن من مواطن الريبة واقتدين بالصالحات ولا تكن إحداكن من الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللواتي لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .
وصلوا وسلموا ….

زر الذهاب إلى الأعلى