لماذا قال الله ﻻ إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي هنا يقول الرسول أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

رقم الفتوى ( 1224 )

السؤال : لماذا قال الله سبحانه وتعالى : (( ﻻ إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) وهنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)؟
الجواب : قول الله تعالى : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )[سورة البقرة: 256]. أي : لا إكراه ولا إجبار في الدخول في دين الإسلام ابتداء … وأما قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله …) الحديث . فاختلف العلماء في معناه :
– فمنهم مَن جعله من العام الذي يراد به الخصوص فلفظة “الناس” عامة ، ولكن المراد بها المشركون الوثنيون خاصة ، وقالوا : هؤلاء أمرنا أن نقاتلهم حتى يسلموا ولا تؤخذ منهم الجزية.
– ومنهم مَن قال : الحديث من العام المخصوص ، فالحديث مخصوص بالنصوص الأخرى التي تدل على أن الغاية من القتال ليست إسلام الكفار فقط ؛ بل ثمة غاية ومنتهى غير الإسلام وهو دفع الجزية كما دلت على ذلك آية الجزية .
وحتى على المعنى الأول فإن الإسلام ليس الغاية الوحيدة من من قتال الكافر ، فإسلامه نهاية لقتاله ، ولكن القتال لم يشرع لقصد إكراهه على الدخول في الإسلام ؛ بل لقصد إزالة الحواجز وإزاحة الطواغيت المستعبدة للناس التي تقف أمام اختيارهم لعقائدهم ، ومما يؤكد ذلك أن المشرك الوثني قد يؤسر فيُمَنُّ عليه بالحرية أو يفتدى به الأسرى أو يسترق وهو على كفره ، وعند بعض الفقهاء تقبل الجزية من كل كافر ولو كان وثنيا ، والجزية في مقابل الحماية له ، وهي مال يؤخذ من الكافر ، والمسلم تؤخذ منه الزكاة . فحديث : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله …) لا يتعارض مع آية : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ). والحمد لله رب العالمين .

زر الذهاب إلى الأعلى