حكم الإعتماد على الحساب الفلكي في دخول شهر رمضان

رقم الفتوى ( 2322 )
السؤال : ماليزيا تعتمد على الحساب الفلكي أي أنها لا تعتمد الرؤيه في دخول الشهر كما نصت الآيات والأحاديث؟ فماذا يفترض أن يفعل المسلم؟ حيث إنَّهم لجَؤوا إلى الحساب الفلكي بسبب وجود الغيوم بكثرة في السماء واستمرارها في بعض فترات لعدة أيام بحسب ما سمعنا من بعض الإخوة، فهل نتبع ولي الأمر في ذلك؟

الجواب : شرط الطاعة للمخلوقين أن تكون بالمعروف، وحكم الحاكم والقاضي يرفع الخلاف فيما فيه خلاف بين السلف والأئمة المتبوعين، وأما ما ليس فيه خلاف عند السلف الأئمة المتبوعين فلا يعتد به، ولا تلزم فيه طاعة ولي الأمر، ومن هذا العمل بالحساب في إثبات هلال رمضان ونحوه، فالله عز وجل إنما أمرنا بالصوم إذا شهدنا الشهر، قال الله تعالى: *( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)* [سورة البقرة: ١٨٥]. وفي الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : *” الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ  عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ  ثَلَاثِينَ “* رواه البخاري. فهذا نهي صريح عن الصوم حتى تقع الرؤية، ثم إن لم ير فالطريق المشروع هو إكمال الشهر، والعمل بالحساب إبطال للعمل بهذا الحديث ونحوه. ووجود الغيوم بكثرة ليس بعذر مقبول للأخذ بالحساب؛ بل المفروض إذا وجدت الغيوم وحالت دون الرؤية أن نكمل عدة شعبان ثلاثين يوما، هذا هو توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأخذ بالحساب عند الغيام إلغاء وتعطيل لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن كان في ماليزيا ونحوها من البلدان التي تعمل بالحساب وثبت دخول الشهر عندهم بالحساب دون غيرهم فلا يلزمه العمل به؛ بل لا يعتد بالصوم فيه عن رمضان، وأما إن صام غيرهم بالرؤية ففيه مندوحة لهم؛ لأن من الأئمة من يقول: إن رؤية الهلال في بلد رؤية لكل المسلمين.
والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى