مناسك الحج والعمرة 19

مناسك الحج والعمرة 19
صفة العمرة 1 :
شروط الطواف والسعي :
قبل تفصيل العمرة ينبغي معرفة شروط الطواف وشروط السعي التي لا يصح هذان الركنان إلا بها ليتصورها طالب العلم ويحرص على تحقيقها في طوافه وسعيه، وأما سنن الطواف وسنن السعي فسيكون بيانها – إن شاء الله – أثناء بيان صفة العمرة.

شروط الطواف(واجبات الطواف):
شروط الطواف أو ما يعبر عنه بعض الفقهاء بواجبات الطواف هي أمور لابد من الإتيان بها قبل أو أثناء الطواف ولا يصح الطواف إلا مع الإتيان بها، وواجبات الطواف أو شروطه سبعة وهي:
1 – الطهارة: فلا يصح طواف المحدث حدثا أكبر (حيض، نفاس، جنابة) ولا حدثا أصغر (على غير وضوء)،
فعن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ” رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ : ” مَا يُبْكِيكِ ؟ ” قُلْتُ : لَوَدِدْتُ وَاللَّهِ، أَنِّي لَمْ أَحُجَّ الْعَامَ. قَالَ : ” لَعَلَّكِ نَفِسْتِ  ؟ ” قُلْتُ : نَعَمْ. قَالَ :  ” فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى  تَطْهُرِي ” . رواه البخاري ومسلم.
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاضَتْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “أَحَابِسَتُنَا هِيَ ؟ ” فَقُلْتُ : إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَلْتَنْفِرْ ” رواه البخاري ومسلم.
وعَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” الطَّوَافُ حَوْلَ الْبَيْتِ مِثْلُ الصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلَا يَتَكَلَّمَنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ ” رواه الترمذي.

2 – ستر العورة: عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  أَنَّ أَبَا بَكْرٍ  الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَوْمَ النَّحْرِ، فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ : أَلَا لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. رواه البخاري ومسلم.
3 – أن يكون الطواف داخل المسجد.
4 – أن يكون خارج الكعبة بكل بدنه، ومن ذلك أن يكون خارج حجر إسماعيل (وهو بناء نصف دائري أمام الركنين الشاميَّين) وخارج الشاذروان (وهو بناء بارز في أسفل جدار الكعبة الذي بجهة اليمن والجدار الذي فيه) الحجر الأسود؛ لأنهما من الكعبة.
5 – أن يبدأ من محاذاة الحجر الأسود، فإذا بدأ قبله لم يحسب له حتى يصل إليه.
6 – أن يجعل البيت (الكعبة) عن يساره ويسير إلى أمامه.
7 – أن يطوف سبع طوفات كل طوفة من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود.

شروط السعي(واجبات السعي) :
يشترط لصحة السعي خمسة شروط:
1 – أن يكون السعي في المسعى بين الصفا والمروة.
2 – أن يستوعب المسافة بين الصفا والمروة.
3 – أن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة.
4 – أن يسعى سبع طوفات ( أشواط)، من الصفا إلى المروة شوط ومن المروة إلى الصفا شوط وهكذا.
5 – أن يكون السعي بعد طواف إما طواف إفاضة أو طواف قدوم بشرط أن لا يفصل بين طواف القدوم والسعي الوقوف بعرفة.
أبو مجاهد
صالح بن محمد باكرمان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى