معنى الآية (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)

رقم الفتوى ( 2878 )

السؤال: قال الله عز وجل:  (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت:48]. ما معنى هذا الآية؟
الجواب : هذه الآية فيها خطاب من الله عز وجل لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الخطاب امتنان (بيان المنة والنعمة)من الله عز وجل على الرسول صلى الله عليه وسلم بما أنزل عليه من القرآن فيقول له: *”وما كنتَ”* أي: يا محمد، *”تتلو”* أي: تقرأ، *”من قبله من كتاب”* : الضمير عائد على القرآن، أي: لم تكن تقرأ كتابا قبل نزول القرآن عليك، وقوله: *”ولا تخطه بيمينك”* أي: ولا تكتبه بيدك. وهذه الآية صريحة في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وهذه محمدة في حقه ومعجزة له؛ لأنه لما جاء بهذا الكتاب والعظيم وهو لا يقرأ ولا يكتب دل ذلك على أن هذا الكتاب ليس من عنده ولا من كلامه؛ بل هو كلام الله عز وجل المرسل له، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب ويقرأ لارتاب المبطلون وشك المكذبون وادعوا أنه هو الذي جاء بالقرآن من قبل نفسه؛ لهذا قال الله عز وجل في آخر الآية: *”إذا لارتاب المبطلون”* أي: إذا كنت تقرأ قبل هذا الكتاب وتخط بيمينك سيرتاب المبطلون في هذا الكتاب الذي جئت به، وسيجدون مطعنا فيه. وقد اطلعت على كلام لبعض الجهلة ينفي فيه الأمية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعي أنه قيل له: “أمي” نسبة لأم القرى، وهذا باطل وتكذيب للقرآن، وفتح لباب الطعن في القرآن، ولا يبعد أن يكون الذي نشر هذا المعنى ابتداء هم أعداء الإسلام، يريدون بنشره فتح الباب للطعن في القرآن وادعاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي تكلم به ووضعه من قبل نفسه. فلنحذر من هذه الدسائس.

زر الذهاب إلى الأعلى