ما بال هؤلاء الذين يتحدثون عن اتحاد الأديان وماذا نعمل نحن حيال ذلك

رقم الفتوى ( ٣٩٥٤ )

السؤال :  ما بال هؤلاء الذين يتحدثون عن  اتحاد الأديان؟ وماذا نعمل نحن حيال ذلك؟ فضيلة الشيخ.

الجواب : الدين الحق الذي رضيه الله عز وجل وهو دينه الذي لا يقبل دينا سواه هو دين الإسلام، قال الله عز وجل : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُبِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا)[سورة الفتح: 28]. وقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِيوَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ)[سورة المائدة:3]. وقال تعالى :(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[سورة آل عمران 19]. وقال تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَالْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة آل عمران: 85].

      والدعوة إلى اتحاد الأديان دعوة إلى الكفر والزندقة والخلط بين الإسلام والكفر، وقد سعى لذلك المشركون وأرادوا من النبي صلى اللهعليه وآله وسلم أن يتوافق معهم، حتى دعوه إلى أن يعبدوا إله عاما ويعبد آلهتهم عاما فأنزل الله تعالى عليه : (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)[سورة القلم: 8 – 9]. أي: ودوا لو تلين لهم في الدين وتتنازل عن بعض المبادئ فيلينون لك ويتنازلون عن بعض مبادئ دينهم٠٠٠ فنهاه عن طاعتهم في ذلك.

      وأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمصارمة مع الكافرين في الدين ، قال الله عز : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ يَا أَيُّهَاالْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)[سورةالكافرون: 1 – 6].

      وعلمنا ربنا سبحانه وتعالى أن نتبرأ من صراط اليهود والنصارى في سورة الفاتحة التي يقرأها المسلم في يومه وليلته سبع عشرة مرةعلى الأقل.. علمنا أن نقول داعين: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)[سورة الفاتحة: 6 – 7]. فهذه براءة جازمة من دين اليهود والنصارى عقائدهم وشرائعهم وكل ما يخالفون به صراط الله المستقيم الذي لا يسلك المسلم سواه، ولايقبل غيره.

      وحوار الأديان الذي يراد به الحوار للتقارب والتنازل عن بعض المبادئ من هذا القبيل، فهو باطل وكفر لا يحل.

      وأما الحوار مع الأديان بشروطه المشروعة دون تنازل عن الحق وعن المبادئ فلا حرج فيه، بل هو مطلوب شرعا، فقد حاور الرسل رؤوسالكفر في أقوامهم كما حاور إبراهيم عليه الصلاة والسلام النمرود، وكما حاور موسى عليه الصلاة والسلام فرعون، وقال الله عز وجل فيكتابه العزيز : (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُبِالْمُهْتَدِينَ)[سورة النحل: 125]. وقال تعالى : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَإِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[سورة العنكبوت: 46].

      و الآيات في هذا الشأن كثيرة.

      وأما الموقف الشرعي فيختلف باختلاف درجة الانحراف، وذلك يحدده العلماء الراسخون  بعد تحديد حقيقة وواقع كل من دعا إلى التقاربوالحوار.

      وليحذر الشاب من أن يتجرأ في الحكم على شخص أو طائفة فيقابل الفساد بالفساد والخطأ بالخطأ، وليترك الأمور لأهل العلم يبينونهاويقدمون النصح فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى