ما معنى قوله تعالى فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ….

رقم الفتوى ( ٤١٣٠ )

السؤال : ما المقصود من هذه الآية الكريمة ..(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [سورة البقرة: 24].

نرجو منكم التوضيح وجزاكم الله خيرا.

الجواب : هذه الآية مرتبطة بالآية التي قبلها، وهي قول الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[سورة البقرة: 23]. أي : إن كنتم في شك مما نزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن وأنه من عند الله تعالى فإن كنتم في شك من ذلك وزعمتم أن ذلك قول مخلوق لا قول الخالق فائتوا أنتم أيها المخلوقون بسورة من مثل القرآن حتى تبرهنوا أنه ليس قول الخالق كما زعمتم.

ثم قال الله عز وجل بعد ذلك:

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) أي: فإن لم تقدروا على فعل ما تحديناكم به من الإتيان بسورة من مثل القرآن، وهذا شرط وسيأتي جوابه، ولكن قبل الجواب أخبر الله سبحانه وتعالى عن عجز الناس أن يأتوا بمثل سورة من القرآن فقال جل جلاله :(وَلَنْ تَفْعَلُوا) وهذا تحدي بالغ فإنه أخبر سبحانه عن عجزهم في كل المستقبل من أن يأتوا بسورة من مثله، وهذا غاية في التحدي والإعجاز، ثم جاء بعد ذلك جواب الشرط ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) أي: إذا عجزتم عن الإتيان بمثل سورة من القرآن، فعليكم أن تقبلوا الحق من أنه كلام الله تعالى واتقوا بإيمانكم وتصديقكم النار العظيمة التي وقودها وحطبها هم الناس الذين يدخلون فيها وكذلك الحجارة، أعدت تلك النار وهيئت للكافرين بالرسول وبالقرآن.

زر الذهاب إلى الأعلى