التلفظ بالنية في العبادات
رقم الفتوى ( 4816 )
السؤال : ياشيخ، حفظكم الله، وبارك الله فيكم، هل يجوز التلفظ بالنية في العبادات؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب : النية محلها القلب، والنية بالقلب فرض أو شرط في العبادات، وأما التلفظ بالنية فاختلف فيه الفقهاء : فذهب طائفة من الفقهاء إلى استحباب التلفظ بالنية ومنهم فقهاؤنا الشافعية رحمهم الله تعالى ، وعللوا ذلك بقولهم: “ليساعد اللسانُ القلبَ” ، أي: ليكون اللفظ باللسان معينا للقلب على استحضار النية.
وذهب فقهاء المالكية رحمهم الله تعالى وغيرهم إلى أن التلفظ بالنية مكروه؛ لأنه لم يكن على عهد السلف الصالح من القرون المفضّلة، ولأن التلفظ بالنية يفتح باب الوسواس، واستحضار النية يمكن أن يكون بدون تلفظ باللسان.
وهذا القول هو المختار.
وأما استدلال بعض المعاصرين على التلفظ بالنية بحديث التلبية في الحج والعمرة وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ” اللهم لبيك حج” ونحو ذلك، فهو استدلال مُحدَث غير مستقيم؛ لأن فقهاءنا وغيرهم فرقوا بين هذه التلبية وبين التلفظ بالنية في الحج، قال الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن بافضل رحمه الله تعالى في المقدمة الحضرمية: “ويستحب التلفظ بالنية، فيقول: نويت الحج -أو العمرة – ، وأحرمت به لله تعالى.
وإن حج أو اعتمر عن غيره قال: نويت الحج -أو العمرة – عن فلان، وأحرمت به لله تعالى.
ويستحب التلبية مع النية
“. ففرقوا بين التلفظ بالنية والتلفظ بالتلبية عند الإحرام.