ماذا أعمل في عشر ذي الحجة
🔸بسم الله الرحمن الرحيم🔸
*ماذا أعمل في عشر ذي الحجة؟*
ماذا ينبغي للمسلم أن يعمل في عشر ذي الحجة؟ عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة، والأعمال الصالحة فيها لا يفضلها شيء، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ” مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ “. قَالُوا : وَلَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ : ” وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ ” رواه البخاري .
ومن أفضل الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يتقرب بها إلى الله عز وجل في عشر ذي الحجة ما يأتي :
١ – التوبة إلى الله عز وجل من كل الذنوب صغيرها وكبيرها: قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )[سورة التحريم: 8]. وقال تعالى : { وَتُوبُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِیعًا أَیُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ }[سُورَةُ النُّورِ: ٣١]. فأحدث يا عبد الله توبة في أول هذه العشر ، وطهر قلبك ونفسك من كل الذنوب ، وأنب إلى الله تعالى، قال الله تعالى : { ۞ قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ (٥٣) وَأَنِیبُوۤا۟ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُوا۟ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (٥٤) }[سُورَةُ الزُّمَرِ: ٥٣-٥٤]. فمن أعظم العبادات والطاعات التي نتقرب بها إلى الله – سبحانه وتعالى – في هذه الأيام والليالي الفاضلات أن نتوب إلى الله ، وأن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإنَّ الله – عزوجل – يحب التوبة ، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ﴾ [البقرة: ٢٢٢] يحب التوابين ، يحب من يتوب إليه ويرجع إليه ، ويستغفره سبحانه وتعالى ، فلنتبْ إلى الله تعالى، ولنستغفره سبحانه وتعالى .
٢- ومن أعظم الأعمال التي نتقرب بها إلى الله – سبحانه وتعالى – في الأيام العشر المباركات الفاضلات : أن نعفو عن بعضنا ، وأن نتسامح فيما بيننا ، والعفو أجره على الله تعالى ، قال الله تعالى : ﴿ فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: ٤٠] أي: أنَّ أجره لا حساب له ، فأجرنا على الله عز وجل عندما تعفو عن إخواننا ، وعن جيراننا ، وعن زملائنا ، وعن أصدقائنا ، وعن أقربائنا. وقال الله تعالى : ﴿ وَليَعفوا وَليَصفَحوا أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم ﴾ [النور: ٢٢] فينبغي أن نُخرج ما في هذه القلوب من ضغائن وحقد ، فإنَّها من أعظم أسباب الشقاء ، الذي نحن فيه هذه الأيام ، والبلايا التي نحترق بلظاها هذه السنين .
٣ – المحافظة على الصلوات الخمس المفروضات جماعة في المسجد، والحرص على إدراك تكبيرة الإحرام: قال الله عز وجل : (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[سورة النور: 37]. فاحرص يا عبد الله على فرائض الصلاة، وأن تصليها في جماعة في المسجد، ولا تفوتك أجور هذه الأيام الفاضلة.
٤ – الاهتمام بنوافل الصلاة مثل الرواتب التي قبل الصلوات المفروضات والتي بعدها، وصلاة الضحى وصلاة الوتر، وغيرها من الصلوات: فعن الْيَعْمَرِيُّ ، قَالَ : لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ، أَوْ قَالَ : قُلْتُ : بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ : ” عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ” رواه مسلم.
٥ – الحرص على الصومِ في التسع من هذه العشر لاسيما يوم عرفة، والإثنين والخميس: فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ : قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ” رواه مسلم. وعَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله َسَلَّمَ : صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. رواه أحمد والنسائي. والحديث وإن كان ضعيفا فهناك ما يدل عليه بالعموم ، فالصوم يدخل في عموم العمل الصالح الذي هو أفضل الأعمال في هذه العشر. والصوم لا عِدل له ، ولا مثل له ، فالصوم يجرك إلى كل الطاعات والحسنات . كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ : ” عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ ” رواه أحمد والنسائي.
٦ – الحج والعمرة: فمن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى في هذه العشر الحج والعمرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ “. رواه البخاري ومسلم. فيا بخت وياحظ من يسر الله عز وجل له الحج والعمر من كتب الله – عز وجل- له حجاً وعمرة في هذه الأيام المباركات .
٧- الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته: قال الله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)[سورة فاطر: 29]. وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة ص: 29]. وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله َسَلَّمَ : ” مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ” رواه الترمذي. فإذا كان هذا الأجر العظيم المضاعف في سائر الأوقات فكيف سيكون في العشر من ذي الحجة؟ والقرآن أعظم ذكر الله – عزوجل – فعلينا أن نكثر من تلاوة القرآن في العشر من ذي الحجة، بل ينبغي أن نختم ختمة في العشر على الأقل.
٨- الإكثار من ذكر الله تعالى بالتكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار والحوقلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[سورة اﻷحزاب: 41 – 42]. وقال تعالى : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[سورة الحج: 28]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». رواه الطبراني في المعجم الكبير. والتكبير هو شعار هذه الأيام . التكبير المطلق غير المقيد بساعة ، ولا وقت ، ولا مكان ، ولازمان ، تكبر ، وتحمد الله ، وتهلل ، وتسبح ، وأنت في طريقك ، وأنت جالس ، وأنت في المسجد ، وأنت في البيت ، من أول العشر إلى آخرها والتكبير المقيد بما بعد الصلوات المكتوبات ، يبدأ من صبيحة عرفة ، من فجر يوم عرفة ، وينتهي بعصر آخر أيام التشريق ، شعار عظيم ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
٩ – الإقبال على الله عز وجل بالدعاء والتضرع والخضوع بين يديه سبحانه: قال الله عز وجل : “(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[سورة البقرة: 186]. وكم نحن بحاجة إلى الدعاء ؟! أن يكشف الله غمنا وكربنا ، وأن يزيل همنا وغمنا ، وأن يصلح حالنا ، أن ندعوا لأنفسنا ، ولذوينا ، وللمسلمين ، لاسيما يوم عرفة ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ : ” خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “رواه الترمذي.
١٠ – التقرب إلى الله عز وجل بالصدقات والنفقات والصلات والأعمال المتعديات: قال الله عز وجل في فضل الصدقة : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[سورة البقرة: 261]. فالصدقة يضاعف الله – عز وجل – أجرها ، قال الله تعالى : ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥] ﴿أَضعافًا كَثيرَةً ﴾ أضعافاً مضاعفة . وإذا حضرك الموت – عبدالله – لن تتمنى إلا أن تعود لتتصدق، قال الله تعالى : ﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفسًا إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾ [المنافقون: ١٠-١١]. والصدقة تطفئ غضب الرب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وهكذا سائر الأعمال الصالحة المتعدية ، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، وحسنه الألباني.ومن أفضل الأعمال المتعدية التي نتقرب بها إلى الله – عز وجل – في هذه الأيام الفاضلات : تفريج الكربات ، أن نفرج عن بعضنا بعضا الكرب ، قال – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ – : ” مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ – عزوجل -عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ” رواه مسلم . وعلى عاتق الحكام والمسئولين من تفريج الكربات، عن الشعب مسئولية عظيمة، وواجب كبير ، قال رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ – : ” مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ – عزوجل – رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ “. رواه مسلم . وقال النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ – :” اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ، ومَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ” رواه مسلم.
١١ – التقرب إلى الله عز وجل بذبح الأضاحي : قال الله عز وجل : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [سورة الحج: 28]. والأضحية سنة أبينا إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى : ﴿وَفَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظيمٍ﴾ [الصافات: ١٠٧] وسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فعَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه قَالَ : ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا” رواه البخاري ومسلم. وقد اتفق الأئمة الأربعة رضي الله عنهم على أن التقرب بشيء من الأنعام الأضحية أفضل من التقرب بالصدقة بمثلها .
١٢ – بر الوالدين، وصلة الأرحام ، والتواصل مع الجيران والخلان، وترك المشاحنات والهجران: قال الله عز وجل : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)[سورة النساء: 36]. وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله َسَلَّمَ قَالَ : ” مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ” البخاري ومسلم. وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
🖋 أبو مجاهد صالح بن محمد بن عبد الرحمن باكرمان.