حكم سَابَّ الرب جل جلاله

فتوى رقم ( 128 )

السؤال : كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سب الرب جل جلاله , وهذه طائفة من النقول عن الأئمة في حكم ذلك ؟

الجواب : قَالَ الإمام إِسْحَاقُ بن راهويه رحمه الله : ” وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ مَنْ سَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ دَفَعَ شَيْئًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مُقِرٌّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَنَّهُ كَافِرٌ فَكَذَلِكَ تَارِكُ الصَّلَاةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا عَامِدًا ” .
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (4/226)لابن عبد البر.

وقال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني رحمه الله : ” قال الأئمة: من ذكر الله تعالى بسوء، وكان ذلك مما يوجب التكفير بالإجماع، فالذي صدر منه رِدّة، فإذا تاب، قُبلت توبته ”
نهاية المطلب في دراية المذهب (18/46)

وقال القاضي عياض رحمه الله : ” لَا خِلَافَ أَنَّ سَابَّ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَافِرٌ حَلَّالُ الدَّمِ ” .
الشفا بتعريف حقوق المصطفى(2/582)

وقَالَ الإمام ابن حزم رحمه الله : ” فَصَحَّ بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّ كُلَّ مَنْ سَبَّ اللَّهَ تَعَالَى، أَوْ اسْتَهْزَأَ بِهِ، أَوْ سَبَّ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ أَوْ اسْتَهْزَأَ بِهِ، أَوْ سَبَّ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، أَوْ اسْتَهْزَأَ بِهِ، أَوْ سَبَّ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، أَوْ اسْتَهْزَأَ بِهَا، وَالشَّرَائِعُ كُلُّهَا، وَالْقُرْآنُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ بِذَلِكَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ، لَهُ حُكْمُ الْمُرْتَدِّ، وَبِهَذَا نَقُولُ – وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ “.
المحلى بالآثار (12/ 438).

وقَالَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” فصل: فيمن سب الله تعالى , فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع لأنه بذلك كافر مرتد وأسوأ من الكافر فإن الكافر يعظم الرب ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له. الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 546).

وقَالَ الإمام ابن رجب رحمه الله : ” فَلَوْ سَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُقِرٌّ بِالشَّهَادَتَيْنِ، أُبِيحَ دَمُهُ، لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ بِذَلِكَ دِينَهُ “.
جامع العلوم والحكم (1/327).

زر الذهاب إلى الأعلى