احذروا الأقيسة الفاسدة

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما أخبره اليهود باليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه صدقهم فيما قالوا بدليل صيامه لذلك اليوم بعينه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صامه على أنه اليوم الذي نجى الله فيه بني إسرائيل ، وهذا الذي فهمه الناس وفهمته أمة المسلمين إلى هذا اليوم ، وإن شئتم ائتوني بعالم واحد فيما مضى ادعى أن ذلك اليوم لم يكن يوم النجاة على سببل اليقين .
وما كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليصوم في اليوم الخطأ وهو قادر على أن يسأل ربه عن اليوم الصواب ، وما كان الله عز وجل ليدع رسوله يصوم اليوم الخطأ، فدعوى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل قول اليهود دون أن يعلم خطأهم من صوابهم دعوى باطلة وفعل يترفع عنه رسولنا الكريم .
فلا يجوز بحال قبول قول النصارى في ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام قياسا على قبول الرسول عليه الصلاة والسلام لخبر اليهود ؛ لأنه قاس مع الفارق ، فالرسول موحى إليه سيعرف عن طريق الوحي كذبهم من صدقهم ، وأما فنحن فليس فينا من هو موحى إليه ليعرف ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى