خطبة عدن الصمود وحملة الصمود -مفرغة-

عدن الصمود وحملة الصمود

إن الحمد لله ….

أيها المسلمون عباد الله

لا تزال عدن الباسلة صامدة صمود الجبال الرواسي ، ولا يزال شبابها ورجالها ثابتون ثبوت أرضهم في مقارها رغم كل الجروح والآلام . ورغم كل الصلف والحمق الأعمى من العدو لكنهم صامدون ثابتون . فلهم منا كل التحية والإجلال .

ولا يخفى على أحد منكم خبر المجزرة الأخيرة في عدن مجزرة التواهي التي راح ضحيتها نساء وأطفال ورجال أبرياء
فما كان ذنبهم إلا أنهم أرادوا أن ينجوا بأنفسهم من ويلات الحرب .
أرادوا أن يخرجوا من التواهي المحاصرة لينجوا بأنفسهم وأولادهم عبر الزوارق الصغيرة إلى البريقة فإذا بوابل من الحقد الدفين إذا بوابل من قذائف المدافع يفجر غضبه في أولئك الأبرياء ليخلف خلفه الأشلاء ليخلف خلفه الموتى والجرجى ليخلف خلفه مجزرة شنيعة وجريمة حرب فظيعة . تدل على الحقد الدفين والبغض الشديد من أولئك الحقدة لأهل الجنوب وعموم أهل السنة تدل على القلوب المليئة بالحقد والضغينة وتدل في نفس الوقت على النهاية القريبة لهم بإذن الله.

هذا الاعتداء الغاشم لا يرده إلا الجهاد والقتال والذود عن الحمى والأهل والدفاع عن الشرف . وعلى الرغم من هذه الاعتداءات الوحشية لا زلنا نسمع صوتا نشازا وإن كان خافتا يقول : إن هذه حرب فتنة ، وإن قتل الحوثية لا يجوز لأنهم مسلم وهؤلاء إما يكونوا أبواقا للحوثية يريدون تخذيل أهل الحق عن الجهاد والقتال ، أو أن يكونوا ممن طمس الله على عقولهم وقلوبهم فلا يفقهون إلا قليلا .
فالفتنة لا يتبين فيها المحق من المبطل ولا يحدد فيها المعتدي من المعتدى عليه .
وأما حينما يكون اعتداء بين وصيال ظاهر من طائفة على أخرى ظلما وعدوانا فهاهنا قد أحل الله  القتال دفعا للصيال وردعا للظلم ، كما قد قررنا ذلك مرارا .

قال الله عز وجل : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [سورة الحج : 39].
فأذن الله عز وجل بالقتال لكل الذين يقاتلون ويعتدى عليهم بالقتال .

وقال جل جلاله : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة : 194].
فشرع الله عز وجل الرد على المعتدي مطلقا سواء كان مسلما أو كافرا  بمثل ما اعتدى علينا فإذا اعتدى علينا بالقتال شرع لنا رد اعتدائه بالقتال .
وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك واضحا في سنته المطهرة ففي الحديث عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺩﻭﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺩﻭﻥ ﺩﻣﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ .
وأما دعوى مقاتلة المسلمين فقد قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج وهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ لأنهم كانوا أهل بدعة وكانوا طائفة ممتنعة عن التزام واعتقاد بعض الشرائع المتواترة التي من أظهرها تحريم دماء المسلمين .
والرافضة أشد بدعة من الخوارج وهم طائفة ممتنعة عن التزام واعتقاد بعض الشرائع المتواترة التي منها حب الصحابة والترضي عنهم كما قال الله عز وجل ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) والرافضة يقولون معاندة لرب العالمين لعنة الله على أبي بكر لعنة الله على عمر ، فمن كانت هذه عقيدته ثم صال على المسلمين فهو جدير بالقتل والقتال  ومن دافع عن هؤلاء أو قاتل معهم في منهم لأن الله عز وجل يقول : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم) .
وقد قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه طائفة من عسكر بني أمية وهم الدولة قاتلهم وهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا إلله وأن محمدا رسول الله لأنهم صالوا عليه واعتدوا عليه ظلما وعدوانا ، فقاتلهم حتى قال شهيدا عند الله عز وجل .
فالجهاد الجهاد يا عباد الله والقتال القتال والذود عن الدين والمال والعرض .

وأحب أن أنبه على أمرين مهمين:

الأمر الأول : أنه من العجز  أن ننتظر من يأتي لحمايتنا والذود عنا من خارج الوطن ، وهل يصح في العقل أن يكون هذا ؟
وهل يصح في الواقع أن يأتي من يحمي من لا يريد أن يحمي نفسه ؟
ماذا لو أن رجلا قال للناس : تعالوا احموني من هذا المعتدي على أرضي وأخرجوه منها ، وأنا سأنتظر ريثما تنتهون من إخراجه ، من الذي سيقوم مع هذا الرجل ؟ ومن الذي سيتفاعل معه ؟ لا أحد سيتفاعل معه ؛ بل سيقولون هذا رجل معتوه ! من سيقوم معك إذا لم تقم أنت لتكون أهل المدافعين عن حقك ؟

فوطنوا أنفسكم الله عباد الله على أنه لن يحمي دينكم وعرضكم وأرضكم سواكم .

الأمر الثاني : أنه يجب علينا أهل حضرموت وأهل المهرة وأبناء كل المحافظات الجنوبية أن نقف إلى جانب أهل عدن في جهادهم ودفعهم للظلمة المعتدين وأهل الباطل الضالين ولا ندعهم يواجهون وحدهم هذا الغول الكاسر وهذه الأعداد المتكاثرة كتكاثر يأجوج ومأجوج ، لا يجوز لنا أن نتفرج في أهل عدن والضالع حتى ينتهوا منهم ثم يخلصوا إلينا بعدهم ، نتعلم من الدروس السابقة فقد تفردوا في أول بدماج ثم بعمران ثم بصنعاء وهكذا فلنحذر من هذه الخطة الشيطانية وإلا وقع لنا ما حكاه المثل المشهور أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
فانهضوا عباد الله ، وحثوا أبناءكم على الجهاد في سبيل الله فإنه ذروة سنام الإسلام ، ولا تكونوا حجر عثرة بين أبنائكم والجهاد ، واعلموا أن الجهاد والقتال لا يعجل الأجل ، قال الله عز وجل : (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [سورة آل عمران : 145].

الخطبة الثانية عن الصدقة لأهل عدن وتأييد ( حملة الصمود).

الحمد لله رب العالمين

إن الجهاد في سبيل الله عز وجل ليس نوعا واحدا ؛ بل هو أنواع كثيرة ، وإن من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله عز وجل الجهاد بالمال ، وقد قرن الله عز وجل بينه وبين الجهاد بالنفس في عدة مواضع وقدمه على الجهاد على النفس في أكثر المواضع ؛ لأنه أعم أفرادا من الجهاد بالنفس ، قال الله عز وجل : (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة التوبة : 41].
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة الصف :١٠- 11].

والصدقة من أعظم أبواب الخير مطلقا فكيف بها في المجاهدين والمرابطين في سبيل الله :
قال الله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة البقرة : 245].

وقال الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 261].
– وفي الحديث : صنائع المعروف تقي مصارع السوء .
– وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما نقص مال من صدقة .
– وفي حديث أن ملكا ينادي : اللهم اعط منفقا خلفا .
اللهم اعط ممسكا تلفا .
– حملة الصمود لجمع التبرعات لأهل عدن وما حولها وتزكية القائمين عليها والحث على الصدقة والتبرع .

زر الذهاب إلى الأعلى