ماذا ينتظر من اليهود
ماذا ينتظر من اليهود
إن الأصل في الطبيعة اليهودية هو الالتواء والمكر والغدر والصفاقة والانجذاب إلى الحس والمادة وإنكار الحق وعدم تقدير أهل الشرف وغير ذلك من الصفات ، والمتتبع لقصة بني إسرائيل مع موسى عليه الصلاة والسلام لا يجد صعوبة في العثور على نماذج واضحة لهذه الصفات ، وبنو إسرائيل الذين كانوا مع موسى عليه الصلاة والسلام هم أزكى أجيال بني إسرائيل ، فكيف بيهود الذين جاؤا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فكذبوا به وبرسالته ، وكيف يهود العصر الذين ورثوا عن أسلافهم كل قبيح .
لقد بعث الله عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام ليحرر اليهود من العبودية ويخرجهم من الظلمات إلى النور ولا بد من الأذى في طريق الحرية ، لكن اليهود عابوا على موسى عليه الصلاة والسلام لما ثار عليهم فرعون وىذاهم فقالوا بكل صلف :( أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) وكأنهم يقولون له : الأمر سيان . وقد أثرت علينا المواجع مع أنه يسعى لتحريرهم من العبودية للبشر ليكونوا عبيداً لرب البشر وحده .
غير أن موسى عليه الصلاة والسلام قال لهم (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) .
وكان لهم ما أرادوا فأهلك الله عدوهم فأغرقه في اليم وأنجى بني إسرائيل ،فما إن جاوز الله ببني إسرائيل البحر حتى أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم فقالوا لموسى ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) وهكذا تظهر طبيعة يهود الحسية وبلادة عقولهم فقال لهم موسى( إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ( 138) إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
ولما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه أخرج لهم السامري عجلا ً جسداّ ( فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) ودعاهم إلى عبادة العجل فاستجاب له الألوف ولم تنفع فيهم نصائح هارون عليه الصلاة والسلام ، لقد بهرهم بهرج الذهب وغلب عليهم الحس فعبدوا عجلاً لأنه من الذهب البراق .
يرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا واختار سبعين من قومه للاستغفار والتوبة عند الله عند جبل الطور فإذا بهؤلاء السبعين يقولون لموسى عليه الصلاة والسلام ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) .
ثم أمر موسى عليه الصلاة والسلام قومه من بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة فأبوا عليه وقالوا ( إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا ) وقالوا ( لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) هكذا بكل وقاحة وسوء أدب فعاقبهم الله عز وجل بالتيه . ولهم في التيه مع موسى عليه الصلاة والسلام قصصا كقصة البقرة واتهامه بقتل هارون عليه الصلاة والسلام وهكذا فهذا هو موقف صفوة يهود مع موسى الكليم عليه الصلاة والسلام فماذا ينتظر من يهود لكن المشكلة فيمن يتعاون معهم في الوقت الذي يدنسون فيه المقدسات ويبغون لدفنها ويأسرون رجالنا وأطفالنا ونساءنا .