حكم الأب المرتد هل له صلة وبر أو لا

رقم الفتوى ( 2445 )

‎السؤال : ما حكم الأب المرتد هل له صلة وبر أو لا ؟ وهل باستطاعتك أن تعطينا أدلة الذين يقولون بأنه لا صلة ولا بر للأب المرتد عن دينه ؟ وجزاك الله خيراً.
‎الجواب: الحكم بالردة على شخص مسلم ثبت إسلامه بيقين – كولادته من والدين مسلمين – ليس بالأمر الهيّن ؛ بل هذا الحكم يفتقر إلى ثلاثة أمور يقينية : الأول: أن يكون الفعل 6و القول كما يخرج من الملة بيقين . الثاني : أن يثبت صدور ذلك الفعل أو القول عن الشخص المحكوم عليه بيقين . الثالث: أن تقوم الحجة على الشخص المعين بأن توجد فيه شروط التكفير وتعدم الموانع من التكفير. وضبط هذه الأمور يحتاج إلى علم ودقة ، فالحكم بأن الأب مرتد ليس بالأمر الهيّن ، ولو كانت تصدر عنه بعض الأمور المكفِّرة . ثم لو ثبتت ردة الأب بيقين فليس كل مرتد يقتل ؛ بل يجوز ترك قتل المرتد لمصلحة أو لخوف فتنة كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن أبي سرح رضي الله عنه بعد ردته لما شفع فيه عثمان رضي الله عنه فقبل النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته فيه لمصلحة التقدير لعثمان رضي الله عنه ؛ لأنه أخوه من الرضاع ، ولمصلحة التأليف ، فتاب عبد الله بن أبي سرح رضي الله عنه توبة نصوحا وخدم الإسلام. وترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن أبي لمصلحة تأليف أهله وأصحابه وخشية الفتنة التي تترتب على قتله . فإذا كان عثمان رضي الله عنه يبر ويصل أخاه من الرضاعة وهو مرتد ويشفع له فكيف بالأب ؟ وبر الوالد المرتد الذي ثبتت ردته بيقين داخل في عموم قول الله تعالى :(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة لقمان: 15]. والله أعلم .

زر الذهاب إلى الأعلى