الجنوب بين واجب الوقت والانفصال

أنا أعتقد أن الانفصال قادم – نتيجة للظروف المتراكمة على الجنوب والجنوبيين – وإن تأخر ، ولكن لا بعد من معرفة الواقع والتماشي معه حتى تكون الأهداف واقعية وكذلك الخطوات ، وفي هذه المرحلة لا يمكن لدول الخليج أن تقبل بالانفصال مع وجود مليشيات الحوثي الموالية لإيران ، والمهددة لمصالح الخليج .
والظاهر أن الانفصال سيوحد الجبهة الداخلية في الشمال مع الحوثي والمخلوع فالذين لم يكونوا يتعاطفون مع الحوثي والمخلوع سيتعاطفون معهم بدافع الخوف على المستقبل ؛ لأنهم يعتقدون أن الشمال وخاصة إقليم آزال سيكون خاليا عن الموارد فيستحالفون مع الحوثي على أساس نكون أو لا نكون . وسيتعثر القضاء على هذه المليشيات المفسدة في الأرض .
وإنه لمن الوفاء للإسلام  الذي ندين الله به وردا للمشروع الصليبي المجوسي، ومن الوفاء للسنة التي نفتخر بالانتماء إليها ، ومن الوفاء لدول التحالف التي وقفت مع اليمن في كربته ، ومن الوفاء لمستقبل الجنوب أن يعكر صفوه هجمات نكدة من الشمال ، من الوفاء لذلك كله أن يتفهم الجنوب وأبطاله الأفذاذ المرحلة التي هم فيها ، وأن يكون وقوفهم صادقا مع من وقف معهم ، وأن يتركوا ما يعرقل الوصول إلى القضاء التام  على المليشيات الحوثية ومليشيات المخلوع .
ولا يعني ذلك تخلي الجنوب عن حقوقه ، ومنها حقه في تحقيق مصيره ، واختيار طريقه في الحكم ، كل ذلك في ظل الاحتكام لشريعة الله التي لا يختلف عليها الشعب المسلم وإلا فهو الهلاك والعطب .
أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان .

زر الذهاب إلى الأعلى