خطبة عيد الأضحى 1440هـ -مفرغة-

الخطبة الأولى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
والحمد لله ما حج حاج واعتمر، والحمد لله ما رمى رام ونحر، والحمد لله ما لبى ملب وكبر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده، ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين .
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا إلى يوم الدين.
أما بعد
أيها المسلمون عباد الله
اتقوا الله حق تقواه، قال الله عز وجل :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[سورة آل عمران: 102].
أيها المسلمون
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ ” قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ. قَالَ : ” فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ “. قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ : ” فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ ” قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ : ” فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا “. فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : ” اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ “. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ : ” فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ؛ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ” رواه البخاري.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
هذا يوم النحر، يوم الحج الأكبر يوم وصفه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:
” إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ” رواه أبو داود.
وأعظم الأيام جدير بالتعظيم والاحترام، والحفظ والرعاية، والشكر والقربة.
فافرحوا فيه دون غفلة، وتوسعوا فيه دون بطر، واشكروا فيه دون كفر.
وبروا فيه الآباء والأمهات، وصلوا فيه الأصدقاء والقرابات، وتعهدوا فيه الإخوة والأخوات.
قال الله عز وجل: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[سورة النساء: 1].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
وتذكروا ياعباد الله الحكمة التي خلقكم الله عز وجل من أجلها وخلق الدنيا والآخرة لها، وهي عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، والابتلاء في هذه الحياة، قال الله عز وجل : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[سورة الذاريات: 56].
وقال سبحانه وتعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[سورة الملك: 1 – 2].
فلا يشغلك يا عبد الله شيء عن غاية خلقك، ولا ينسيك شيء عن حكمة وجودك، ولا يصرفك شيء عن العمل لآخرتك، قال الله عز وجل :(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[سورة القصص: 77].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
عباد الله
لقد عرف آباؤنا بالصدق والأمانة، والعفة والديانة، والحكمة والرزانة، حتى ذاع صيتهم، وانتشرت أخبارهم، وعظمت مكانتهم، فكونوا أيها الإخوة والأبناء على الأثر، واحذروا من ضعف التدين، وفساد الأخلاق، وتغير الذمم، لا تغيروا أحوالكم فيغير الله عز وجل عليكم. قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)[سورة الرعد: 11].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
إن من نعم الله عز وجل علينا في هذه البلاد نعمة الأمن والسكينة، والاستقرار والطمأنينة، فاحفظوا هذه النعمة، واعرفوا قدرها، واحذروا الفتن التي قد تضيعها، قال الله عز وجل ممتنا على قريش بنعمة الأمن :(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[سورة قريش: 1 – 4].
وإن من أسباب حفظ نعمة الأمن والأمان أن يقوم المسئولون بما أوجب الله عز وجل عليهم، وأن يبذلوا لصالح المواطنين كل جهدهم، وأن يسعوا في الحياة الكريمة لكل المواطنين لا لهم وحدهم، وليتذكروا قول الله عز وجل : (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) [سورة الصافات: 24].
وهذه لهم ولغيرهم.
وليتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ” اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ” رواه مسلم.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد.

الخطبة الثانية
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الحمد لله عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، والصلاة والسلام على الرسول المأمون، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن على أثرهم مقتفون.
أما بعد،
أيتها المرأة المسلمة
إنك بالمكان العالي من الإسلام، جعل الله عز وجل حقك من البر والإحسان حين تكونين أما بعد حقه فقال سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)[سورة اﻷحقاف: 15].
وأوصى بك النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوجة في خطبة حجة الوداع فقال: “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ ” رواه ابن ماجه.
وأنت في الإسلام درة مصونة محفوظة بالحجاب، قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )[سورة اﻷحزاب: 59 – 60].
وإن أعداء الإسلام يراهنون عليك ويسعون لإشغالك حتى تتركي مهمتك أو تفقدي حياءك وعفتك، ووظيفتك هي صناعة الرجال وتخريج الأجيال، فإذا شغلوك فسدت الأجيال، وإذا أخرجوك وأفسدوك فسدت الرجال وفسدت الأمة في كل مجال، فاعرفي منزلتك وقدرك، واحفظي حياءك ونفسك ، ولا تنشغلي عن وظيفتك وعملك. قال الله عز وجل : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)[سورة النساء: 34].
الله أكبر الله الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
وصلوا وسلموا على من أمركم الله عز وجل بالصلاة والسلام عليه فقال :
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[سورة اﻷحزاب: 56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم براهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم وفقنا إلى ما تحبه وترضاه، وجنبنا ما لا تحبه ولا ترضاه.
اللهم رحماك بالمستضعفين من المسلمين في كل مكان.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم احقن دماء نا، واجمع كلمتنا، وخذ بأيدينا إلى كل خير.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى