وليال عشر

 

وليال عشر

ماذا بقي لنا من أثر رمضان على قلوبنا وأعمالنا ؟ هل لازلنا نقوم الليل ولاننام حتى نصلي الوتر ؟ هل لازالت قلوبنا معلقة بالمساجد ؟ هل لازلنا نقرأ كل يوم ورداً من القران ؟ أين عن الصلوات النافلة والدعاء والتضرع ؟ أين منا تلك الروحانية المشرقة التي تبعث في النفس سعادة تجعلها ترفرف وتسبح في فضاء التعبد ، وتدفع بها لترقى في منازل السائرين ومعارج السالكين ؟ كأني بالنفوس قد تقاعست وانطفأت جذوتها بل كادت ولازالت في النفوس بقية ، لازالت النفوس متعطشة لتلك الدقائق الحلوة التي تحياها مع حياة الروح ، هاقد جاءت العشر ، جاءت نفحة أخرى من الرحمن الرحيم سبحانه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله )) وإنها نفحات من الرحمة يرحم الله عز وجل عباده ويغفر لهم فيها فكم نحن بحاجة للتعرض لهذه النفحات.
هاقد جاءت العشر ذي الحجة وإنها لأعظم أيام السنة على الإطلاق اقسم الله عز وجل ها في كتابه فقال جل جلاله { والفجر وليالٍ عشر } “الفجر1-2” وقال صلى الله عليه وسلم : (( والعمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشي )) رواه البخاري بهذا اللفظ.
فأين أنت ياعبدالله من هذه الأيام التي لايعدل شيء العمل فيها حتى الجهاد في سبيل الله حاشا من خرج للجهاد في سبيل الله وخرج معه بماله فأنفق ماله وأزهقت نفسه في سبيل الله فإلى حياة الروح مرة أخرى ، إلى القران والدعاء والصوم وقيام الليل عليها أن تصيبنا نفحة من نفحات الله .

زر الذهاب إلى الأعلى